#1
|
|||
|
|||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد19
تأملات في سفر نشيد الأناشيد19 [/frame]أين ترعي؟أين تربض وقت الظهيرة؟ بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله..أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه ويخرجوا عن معناة السامي إلي معان عالمية قالت العروس للرب الذي هو الراعي الصالح:أخبرني يا من تحبه نفس أين ترعي؟أين تربض عند الظهيرة؟فأجابها إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي علي آثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاةنش1:8,7 أين ترعي؟ هنا نجد نفسا تبحث عن الله وتسأل عن طرقه وتقول له أين أنت يارب؟إنني أبحث عنك أين أجدك؟ العجيب أن هذه النفس التي تبحث عن الله ليست نفسا خاطئة إنما هي نفس تحب الله وقد دعاها الجميلة بين النساءإنها تذكرني بداود النبي الذي قال للرب عرفني يارب طرقك فهمني سبلك أين ترعي؟أين تربض وقت الظهيرة؟طلبت وجهك ولوجهك يارب ألتمس لا تحجب وجهك عني.. هذا النداء هو نفس نداء النفس التي في مفترق الطرق. أخبرني يامن تحبه نفسي أين ترعي؟أين أجدك؟هل في البتولية أم في الزواج؟في العمل أم في التكريس؟في الخلوة أم في الخدمة في الدير أم في العالم؟أين تربض...؟ أين ألتقي بك في الصلاة؟في الصوم؟في التداريب الروحية؟في التناول؟في الكنيسة؟أين ترعي؟... وقد تقول هذا الكلام النفس البعيدة عن الله؟ إنها تذكرني بأوغسطينوس الذي كان بعيدا لفترة طويلة ثم أخذ يبحث عن الله أين يجده؟هل بالعقل؟بالفلسفة بالمنطق؟أم بالإيمان بالقلب؟أين ترعي؟فأجاب الرب:هناك في داخلك تجدني واعترف أوغسطينوس قائلا:نعم لقد كنت معي ولكنني من فرط شقاوتي لم أكن معك.. حقا هناك أشخاص يسألون أين الرب وهو معهم. كان المسيح مع تلميذي عمواس ولم تكن عيونهما منفتحة لمعرفته كذلك ظهر لمريم المجدلية وهي ماتزال نسأل عنه أين هو وقيل عن معاصري السيد وقت ميلاده إنالنور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه حقا كثيرا ما تسأل الربأين ترعي؟ويكون الرب في داخلنا ونحن لاندري! ما أعجب قول المسيح لفيلبسأنا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس؟!وكذلك المولود أعمي' قال له السيد أتؤمن بابن الله؟فأجابهمن هو يا سيد؟كان الرب يكلمه وقد شفاه ومع ذلك لم يكن يعرفه ويسأل أين يرعي؟يو9 أين ترعي؟أين تربض وقت الظهيرة؟ لوط لم يقل للرب أين ترعي؟و'إنما اختار لنفسه مكانا معشبا يعيش فيه لذلك ضاع منه كل شيء بعكس إبراهيم الذي ترك للرب أن يختار له فقال لهاترك أهلك وعشيرتك واذهب إلي الجبل الذي أريك إياهسأذهب إليه يارب مادمت سترعاني هناك نعم هناك أباركك وتكون بركة وبك تتبارك جميع قبائل الأرض. حينما نسأل الله أين ترعي؟يقول أحيانا: هناك عند الجلجثة ويرينا طرقا ما كنا نظن إطلاقا أنه سيرعاني فيها... وكأنه يقول ليوحنا الحبيب:أتسألني أين أرعي..هناك في المنفي في جزيرة بطمس سأرعاك وسأكشف لك بابا مفتوحا في السماء وأريك العرش الإلهي والقوات السمائية وما لابد أن يكون. وكأني بالثلاثة فتية قد سألوه أين ترعي؟فقال لهم هناك في آتون النار وفرحوا بالآتون وعندما ألقوهم فيه رأوا معهم رابعا شبيها بابن الآلهة يتمشي معهم في الآتون وشعرة من رءوسهم لم تحترق ولا رائحة النار كانت في ثيابهم..دا3 وبنفس الوضع كان جب الأسود بالنسبة إلي دانيال النبي رعاه الله هناك وأرسل ملاكه فسد أفواه الأسوددا6 في إحدي المرات أثناء المجاعة لم يقل إبرآم للرب أين ترعي أين تربض وقت الظهيرة ؟بل ذهب من تلقاء نفسه إلي مصر يلتمس المعونة وهناك أخذوا أمرأته سارة وكاد يضيع لولا تدخل الرب لإنقاذه... هناك عبارة جميلة في سفر النشيد يقول فيها الرب:تعال يا حبيبي لنخرج إلي الحقول ونبيت في القري..هناك أريك حبينش2:12 نعم هناك وليس في مكان آخر..إذن يارب فليكن لي كقولك سأذهب إلي الحقول وإلي القري وإلي أقاصي الأرض مادمت هناك ستريني حبك سأدخل إلي أتون النار وسأنزل إلي جب الأسود مادمت أعرف أين ترعي.. سأسير بمبدأ حيث قادني أسيرسأترك كل شيء من أجلك وأتبعك حيثما كنت ..مثلما تركت رفقة بلادها وأهلها وذهبت وراء إسحق أو كما يقول المزمور للنفس البشرية اسمعي يا ابنتي واصغي وانسي شعبك وبيت أبيك فإن الرب قد اشتهي حسنك وله تسجدين أخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعي لأنك في مراع خضر تربضني وإلي ماء الراحة توردني. ترد نفسي وتهديني إلي طرق البر. لقد التحقت نفسي وراءك فقل أين ترعي وأنا سأتبعك حتي إن سرت في وادي ظل الموت لن أخاف شرا لأنك ستكون معي هناك تريني حبك. أخبرني يامن تحبه نفسي أين ترعي أين تربض وقت الظهيرة. أين تربض وقت الظهيرة: في وقت الظهيرة حيث يريد كل إنسان أن يستظل وأنا تحت ظلك اشتهيت أن أجلس وأخشي من شيطان الظهيرة وأتعب من هذا اللهيب لأن الشمس قد لوحتني وقت الظهيرة. أحيانا يستغيث الإنسان بهذه العبارة أين ترعي؟في أوقات الفتور أو الجفاف وفترات تخلي النعمة الإلهية.. يشعر الإنسان أن نفسه ليست كما كانت قبلا لم تعد لها الحرارة الأولي ولا الصلة ولا الدالة الأولي ولا الحب القديم فتقول نفسه للرب لماذا أكون كمقنعة وسط أصحابكأين أيام شبابي الروحي,حينما كنت أقول شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني..أين الأيام التي كنت أصلي فيها بعمق وكلماته حلوة في حلقي كالعسل والشهد في فمي أيام كنت أرفع يدي فتشبع نفسي كما من لحم ودسم أشعر كما لو كنت قد ضللت الطريق فأخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعي؟أين تربض؟... أريد يارب أن أرجع إليك فاخبرني أين ترعي... أنا بعيد عنك ولكني أحبك, بعدت عنك سلوكا ولم أبعد عنك قلبا أنت تعلم يارب كل شيء أنت تعلم أني أحبك...من الجائز أنني تركت نشاطي أو تركت ممارساتي أو عبادتي أو خدمتي ولكني لم أترك محبتك ربما تكون صورتي قد تشوهت ولكن لاتزال تشتاق إلي شبهك ومثالك أنا أحبك علي الرغم من خطيئتي ليتك تردني إليك وتخبرني أين ترعي. ربما تقول هذه العبارة نفوس في السبي قد جلست علي أنهار بابل ولكنها تبكي كلما تتذكر صهيون. لم تعد تستطيع أن تسبح تسبحة الرب في أرض غريبة.. قيثارتها علي الصفصاف وهي تصرخ من عمق القلب ومن عمق الرغبة استغاثة غريق إلي قارب النجاة تقول أخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعي؟أين تربض عند الظهيرة أريد أن أدخل إلي هيكلك إلي مذابحك لكي تنضح علي بزوفاك فأطهر وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج.. أين ترعي أيها الراعي ؟ضللت مثل الخروف الضال فاطلب عبدك أسرع وأعني لأنه علي ظهري جلدني الخطاة وأطالوا إثمهم..أحاطوا بي مثل النحل حول الشهد والتهبوا كنار في شوك في الطريق التي أسلك أخفوا لي فخا. ولكنني مشتاق إليك أريد أن أصل إليك ولا أعرف... ما أعجب الله الذي لايشاء موت الخاطيء مثلما يرجع إليه, الذي كل من يقبل إليه لايخرجه خارجا إنه يقول لهذه النفس الباحثة عنه علي الرغم من أن الشمس قد لوحتها. إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فأخرجي عل آثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاة... عجبا يارب أن تسميها جميلةوهي خاطئة أنا أسميها جميلة ليس من أجل خطيئتها وإنما من أجل توبتها من أجل سعيها وطلبها من أجل عبارة أين ترعي؟ اخرجي علي آثار الغنم: غنيمات كثيرات سرن في طريقي من قبل ووصلن إلي آثار هذه الغنيمات لاتزال ثابتة علي الطريق فتتبعيها ومن سار علي الدرب وصل. وما آثار الغنم سوي سير القديسين وقد ترك لنا القديسون نموذجا في كل مجال لكي نحتذي به متشبهين بأعمالهم .. قد يجد إنسانا نفسه بلا مرشد في الطريق والذين بلا مرشد يسقطون مثل أوراق الشجر..ما عليه لا ييأس هناك آثار الغنم إن تعذر وجود الرعاة.. لم يطلب إلينا الرب أن نقبع في مكاننا وندرس سير القديسين إنما أن نخرج ونسير متتبعين آثارهم. لاتجلسي مكانك متأملة وتقولي ما أجمل الغنيمات القديسات وما أحلي طرقها كلها بر وكمال وتعب وجهاد...!كلا بل اخرجي علي آثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاة..جداؤك هي خطاياك اذهبي إلي مساكن الرعاة تجدي هناك حلا وحلا. اخرجي علي آثار الغنم لاتبتدعي طريقا جديدا ولاتنقلي التخم القديمة وإنما اتبعي ما رسمه الآباء من طرق. إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرتكم به فليكن أناثيماغل1:8 إن كان أحد يأيتكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة2يو10:19. إذن ماذا نفعل؟كونوا متمثلين بي كما أنا أيضا بالمسيح1كو11:1نعم أيتها الجميلةاخرجي علي آثار الغنم. ون لم تسيري علي آثار الغنم لاتكوني جميلة بين النساء إن لم تعرفي أيتها الجميلة فاخرجي علي آثار الغنم نري في هذه العبارة أنه حتي النفس الجميلة هناك أشياء لاتعرفها هناك جداء قد اختلطت بغنمها تحتاج أن تذهب بها إلي مساكن الرعاة لاتعتمدي علي نفسك فهؤلاء الرعاة أقامهم الرب لأجلك. ووصلت إلي درجة من الخطورة أدت إلي إلقائه في البئر وإلي بيعه كعبد. إن السيدة العذراء بحكمتها وروحانيتها نجت من هذا الثعلب الصغير الذي أفسد العلاقة بين يوسف وإخوته إذ أنها ظلت صامتة في كل ما أحاط بها من رؤي وعجائب وأمجاد. لم تتحدث إطلاقا وإنما كانت تحفظ كل تلك الأمور متأملة بها في قلبها. إن قصة يوسف تقدم لنا ثعلبا صغيرا آخر ربما لم يلتفت إليه إطلاقا أبو الآباء يعقوب وهو القميص الملون الذي خص به ابنه يوسف وسبب كثيرا من الغيرة لإخوته. هذا الثعلب الصغيرالقميص الملونيلعب دورا خطيرا في علاقتنا. ربما تقابل مجموعة من الناس فتحييهم تحية عادية بينما تخص واحدا منهم بابتسامة خاصة أو عبارة اشتياق أو تنحي به جانبا لتحدثه علي انفراد وقد يحدث كل ذلك تأثيره فيما بعد...لذلك ينبغي أن نسلك بتدقيق ونراعي شعور الكل لانترك ثقبا ولو ضئيلا في معاملاتنا للناس يتسلل منه ثعلب صغير فيفسد الكروم. قد يكون الثعلب الصغير المفسد للعلاقات هو مجرد إهمال ولو عن غير قصد-لمجاملة ينبغي أن تؤدي في إحدي المناسبات فرحا أو حزنا ويستغل الشيطان ذلك لإحداث مشكلة كان يمكن أن تعالج بزيارة أو بخطاب أو بمكالمة تليفونية. وبعد أن كانت الصغائر-أو ما تبدو صغائر-ينبغي أن نحترس منها فكم وكم بالأكثر الكبائر من الخطايا والأغلاط!!. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نحميا وعزرا في العمل الروحي والبناء الروحي | sasso | منتدى قداسة البابا شنودة | 0 | 02-25-2011 04:57 AM |
ذكري ظهور العذراء في الزيتون عام 1968 | حبيب البابا | منتدى السيده العذراء مريم | 2 | 08-01-2009 03:21 AM |
للآباء في مراهقة الأبناء:أتركوهم يتمردون | ابن البابا | منتدى الاسره المسحيه | 11 | 09-18-2008 01:33 AM |