اقرأ: (متّى ١٤: ١ - ٢١)
منذ عدة سنين، تلقت امرأة من الريف نبأ يفيدها أن ابنها قتل في الحرب. وبعد مدة قصيرة شوهدت وهي تسقي البستان. فقالت لها إحدى جاراتها لائمةً: «لا يليق أن تفعلي هذا!». ظناً منها بأن الاعتناء بالبستان يتنافى مع معاناة الأحزان. فقال المرأة المفجوعة: «أنا أعرف حُسن نيتك يا عزيزتي. ولكن ابني كان يسر برؤية ما نزرع في البستان لأن معنى ذلك أن إخوته الصغار سيجدون عندها ما يأكلونه. هذه المجرفة له. فعندما استخدمها في السّقي أكاد أحس ذراعيه الكبيرتين القويتين تسندان ذراعي وأسمع صوته قائلاً لي: أحسنت يا أمي، عافاك الله! وخير شاهد أرفعه على قبره إنما هو العمل الذي يسرّه».
وقد عانى المسيح الحزن أيضاً لما بلغه نعي يوحنا المعمدان: إلا أن ذلك لم يقعده عن عمله. فبعد فترة وجيزة من الانفراد (متّى ١٣:١٤) حرَّكه حنانه الفائق لشفاء المرضى وإشباع جمع كان عدد الرجال فيه نحو خمسة آلاف. أيثقل الحزن قلبك اليوم؟ أتبدو لك الحياة فارغة تافهة؟ أتشعر بميل للاستسلام والاستعفاء؟ إن لك في تصرف السيد المعلم مثالاً يبعث الرجاء! فانهض بأعباء أية واجبات مترتبة عليك، مكرساً إياها للرب!، ورافضاً ترف رثاء الذات. وقم بعمل ما تخفيفاً لأحمال سواك، متذكراً كيف تحمل المسيح ما يحزن، طالباً منه القوة للاقتداء به في هذا أيضاً.