خُذ العصا واجمع الجماعة أنت وهارون أخوك، وكلما الصخرة أمام أعينهم أن تعطي ماءها، فتُخرج لهم ماءً من الصخرة وتسقي ... ( عد 20: 8 )
في رفيديم كان هناك فرح وابتهاج لأن الجمهور الذي كاد العطش يقتله من رجال ونساء وأطفال قد أروى ظمأه بالمياه الباردة التي جاءت إليهم من الصخرة التي ضُربت فانشقت. غير أن المكان دُعيَ «مريبة» لأجل مخاصمتهم لموسى، و«مسَّة» لأجل تجربتهم الرب حين قالوا: «أَ في وسطنا الرب أم لا؟» ( خر 17: 1 - 7). ولكن على الرغم من هذا التوبيخ، عاودهم عدم الإيمان الخاطئ فظهر مرة أخرى في قادش، وخاصموا موسى مرة أخرى لأنه لم يكن ماء ليشربوا. وهناك نسوا يهوه الذي أعطاهم الماء من صخرة حوريب (عد20).
لكن في هذه المرة لم تكن حاجة لأن يضرب موسى بعصاه، بل كان يكفي أن «يُكلم الصخرة أمام أعينهم» ( عد 20: 8 ). فهل تُرى تكلَّم إخوتنا العطاش الذين يرمون خدام الرب باللوم ويؤملّون في الخادم لا في رب الخادم، هل تكلموا مع المسيح الصخرة؟ أ لعلهم نسوا أنه لا يزال في الوسط؟ إن الصخرة المضروبة هو النبع الدائم للماء الحي ولا تزال جداول حقه ونعمته تجري طوال البرية لتفرح نفوس أولاد الله.
تفكَّروا في هذا أيها المعدومي التعزية واخجلوا من شكواكم. كانت الصخرة «أمام أعين» بني إسرائيل، ومع ذلك قالوا عن المكان «ولا فيه ماءٌ للشرب!»، وكانت الصخرة المسيح الذي منه يجري ماء الحياة بغزارة ( 1كو 10: 4 ). وإنه من عدم الإيمان الشرير أن يقول أحد أفراد شعب الله: سنموت من العطش.
وفي الوقت الحاضر: أ ليس صحيحًا، فضلاً عن وجود اجتماعات العبادة والصلاة ودرس الكلمة ـ أ ليس صحيحًا أن الكتاب المقدس لا يزال بين أيدينا، وهو يشهد عن المسيح؟ إذًا فعلينا بمطالعة الكلمة أفرادًا في مخادعنا. وعلينا أن نطلب من الآب باسم ربنا يسوع المعونة والشجاعة التي نفتقر إليها. لنصلِ لأجل ذواتنا ولأجل إخوتنا. الرب نفسه لا يزال أبدًا معنا، فلنمارس شركتنا معه باستمرار، ولنكف عن التذمر والتشكي. حينئذٍ نتمتع بالمياه الحية المُنعشة التي نحتاج إليها وتحِّن إليها نفوسنا، إذ تكون في متناولنا، قريبة إلينا جدًا، فلنبعد إذًا أفكار الأنين والأسف العديم الإيمان، ولنأتِ إلى الجدول الصافي لنشرب ونحيا، فإن مسيحنا العزيز هو النبع، هو بئر المحبة العميق الحلو.