«هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن» (إشعياء ١:٥٥). «تعالوا لأن كل شيء قد أعد» (لوقا ١٧:١٤). «ومن يقبل إلي (أيا كان) لا أخرجه خارجاً» (يوحنا ٣٧:٦).
هل تستطيع الوالدة الحنون أن تطرح إلى الخارج طفلها المريض الذي يصرخ طالباً معونتها. تعالي إذاً يا نفسي المسكينة تعالي كما تستطيعين فإنه أفضل أن تأتي بحالة فاترة خائفة شقية من أنك لا تأتين أبداً. لأننا لم نستطع أن نأتي بجراءة إلى المسيح فلنأت خائفين وبالحالة التي نحن فيها. ولا يكون هذا الإتيان مكروهاً لديه لأنه يقول من يقبل إلي (كيفما أقبل) لا أخرجه خارجاً. فلا نحتاج إلى إحساس الفرح في الاقبال إلى المسيح وإنما إلى إحساس الحاجة لأنه لا يطلب منا دراهم استحقاقنا ولكن أن نحمل شقاوتنا معنا ونأتي طالبين النعمة. ولا ينظر الله إلى فرح محسوس ناشىء عن الإيمان لأنه يعطي ذلك أو يمنعه كما يرى الحاجة اليه ولكنه ينظر إلى إخلاص الخاطئ المسكين ومثابرته وحرارته في الصلاة.