منتديات الانبا تكلا هيمانوت
 
jquery Ads




العودة   منتديات الانبا تكلا هيمانوت > المنتدى المسيحى > منتدى القصص

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-27-2010, 04:28 AM
الصورة الرمزية sasso
sasso غير متواجد حالياً
مراقب و مشرفة قسم التأملات
 


avatakla مات بديلاً عني

كان أخوان يسكنان معاً . وكان أصغرهما يعيش حياة خبث وفساد، دون أي فكر في التوبة. أما الأخ الأكبر فكان رجلاً متواضعاً يتقي الله ومكرساً حياته كلها له. ولكنه كان حزيناً جداً بسبب سلوك أخيه الأصغر.


في ذات مساء وحوالي منتصف الليل فيما الأخ الأكبر ينتظر عودة أخيه، سمع طرقاً عنيفاً على الباب. فأسرع وفتحه وإذا بأخيه يعود مرتعد الفرائص ملطخ الثياب بالدم.
- خلصني! خبئّني، قال الفتى متوسلاً. لقد قتلت رجلاً، وأنا مُطاردٌ، من رجال الشرطة. انظر هنا... هذا هو دمه.
ولكن كيف يخبئه؟... ألا يكون هذا مخالفة ضد العدالة الأرضية. ولكن المحبة لا تنقصها البراعة لإيجاد المخرج.
وهكذا لم يضع الوقت في الكلام العديم الجدوى. وإنما أسرع بتجريد أخيه من الثياب الملطخة بالدم وارتداها هو. وأعطى القاتل ثيابه التي لا لوثة فيها ليرتديها. وبعد ذلك أدخله إلى غرفته وأغلق الباب، وانتظر في قاعة الاستقبال.
لم يطل انتظاره، فبعد برهة وجيزة جاء رجال الشرطة وداهموا المنزل شاهري السلاح.
- هذا ما توقعناه بالضبط، صرخ أحد رجال الشرطة انظروا! هوذا الجاني. في الواقع أنه منذ زمان طويل وظنوننا تحوم حول هذا البيت لأسباب أخرى.
دنا رجال الشرطة من المفروض أنه الجاني، وألقوا عليه نظرة قاسية. ثم قال أحدهم:
- أنت هو القاتل، قال آخر، لقد فعلتها أخيراً.
ومع أن الاتهام كان موجهاً إليه، وهذا معناه الاعتقال والمحاكمة والشنق. إلا أنه لم يحرِ جواباً.
- لا لزوم للاستجواب، قال شرطي آخر. انظروا ثيابه الملطخة بدم الضحية. إنها تتكلم نيابة عنه. فلنقيده ولنذهب به!
وهكذا اعتُقل المسكين وحُمل بعيداً عن منزله، مروراً في الشوارع المظلمة المؤدية إلى السجن. وفي الصباح الباكر جاء قاضي التحقيق لاستجوابه. ولكن المتهم لم يجب بشيء، على أي من الأسئلة التي طرحها عليه. عبارة واحدة كان يرددها كل مرة:
- يجب أن أ دفع حياتي ثمناً لهذه الجريمة، والأفضل أن يتم هذا بأقصى سرعة!
بعد أيام قليلة قُدِّم المسكين إلى المحاكمة، وأوقف في قفص الاتهام يقابل شهود الادعاء الذين لم يستطيعوا إلقاء أي ضوء على القضية. ولكن لماذا الشهود؟ فها هي الثياب الملطخة بالدم تدينه، بحيث أصبح واضحاً أنه هو الجاني.
- من هو محاميك؟ سأله القاضي.
- ليس لي محامٍ، قال الجاني ولست أريد محامياً.
- ماذا تقول دفاعاً عن نفسك؟
- لا شيء يا سيدي، قال الأخ النبيل، ثم أحنى رأسه ونظر في الأرض لئلا تخونه براءة منظره.
وهكذا انتهت المحاكمة سريعاً وأُدين على أنه القاتل وحكم عليه بالموت شنقاً.
في مساء اليوم السابق لتنفيذ الحكم طلب المحكوم عليه مقابلة مدير السجن. وحين جاء هذا ودخل زنزانته قال له المسكين:
- إن كنت تستطيع استجابة رغبة إنسان مشرف على الموت، فإنني ألتمس منك التكرم عليّ بأدوات للكتابة. فإنني أريد أن أكتب رسالة. ولكن قبل كل شيء تعهد لي أمام الله بأنك لن تفتح خطابي وأنك سترسله حالاً بعد موتي إلى العنوان، الذي سأكتبه على الغلاف. وإنني أؤكد لك أن خطابي لن يحتوي شيئاً شريراً. ويمكنك أن تثق بأنني لن أكذب في ساعتي الأخيرة!
تفرّس مدير السجن في وجه المحكوم عليه، فرأى أن كل ما في قسمات وجهه يعبر عن الإخلاص. ولهذا لم يجد بداً من إعطائه سؤل قلبه. خصوصاً وأن المحكوم عليه بدا وكأنه وضع كل كيانه في توسله. كان هادئاً وديعاً، ترسل عيناه بريقاً حاراً، لم يسبق للمدير أن رأى له مثيلاً.
بعد برهة وجيزة تسلم المحكوم عليه أدوات الكتابة التي طلبها. وفي الليل حين قام الحارس بجولته التفقدية في أرجاء السجن تسلم الرسالة.
بعد أن سلم رسالته إلى الحارس جثا المحكوم عليه في زنزانته وغرق في التأمل والصلاة، إلى أن بزغ الفجر. وحين أشرق نور النهار كان الجميع قد انهمكوا في مشغولياتهم. والجلاد أيضاً كان ناشطاً في ذلك الصباح، فقد أزهق تلك النفس الطاهرة في لحظات معدودة.
فيما كانت نفس المحكوم عليه تصعد إلى الله الذي أعطاها كان ساعي البريد يسرع الخطى إلى منزل الأخوين حاملاً رسالة الأخ الذي رحل إلى الأبدية. وحين طرق الباب خرج إليه الأخ الأصغر مصفر الوجه مذعوراً شديد الاضطراب. تناول رسالة أخيه بيد مرتجفة، وقد عقدت الدهشة لسانه وبدا كأنه لا يفهم ما يجري حوله.
وأخيراً قرر أن يفك ختم الرسالة... وما أن قرأ محتوياتها حتى انفجر بالبكاء... ثم انطلق من الباب بسرعة... ولكنه لم يذهب بعيداً، فحالة الذعر التي كان يعانيها حملته على العودة.
ماذا كان في الرسالة؟ بضع كلمات: «غداً عند الفجر وأنا لابس ثيابك، سأموت بديلاً عنك. وأنت تجاوباً مع رمز ثيابي التي غطت جريمتك، يجب أن تهجر حياة الفجور وتحيا في البر وقداسة الحق».
أموت بديلاً عنك.
هذه العبارة الموجزة عملت في نفسه وأحدثت انقلاباً في أعماق قلبه الذي تحجر من جراء الخطية الخاطئة جداً، وصار جباناً حليف الخوف. ولكنه في هذه اللحظة عاد فجأة إلى الحقيقة المؤلمة. وراح يكرر هذه العبارات «أموت بديلاً عنك».
- ولكن ربما لم يمت بعد، قال الأخ الأصغر في نفسه. قالها ثم خرج ثانية من البيت وركض في اتجاه السجن لكي ينقذ أخاه البريء إذا أمكن.
حين وصل إلى السجن لم يُسمح له بالدخول. ولكنه طلب بدموع أن يُؤذن له بمقابلة المدير. وأمام توسلاته الملحة أشفق الحراس عليه، وأدخلوه على المدير.
ولما قرأ المدير هذه العبارة «أموت بديلاً عنك» اهتز كيانه كما لو مسه تيار كهربائي. لقد تذكر الآن توسلات المحكوم، حين طلب أدوات الكتابة. واستعاد في خاطره تلك النظرة المصممة، التي رمقه بها ملتمساً تلك المنة بأسلوب لم يستطع مقاومته. وفي اضطراب شديد هزه إلى أعماق نفسه، أرسل الخطاب إلى القاضي.
ما أن اطلع القاضي على محتويات الخطاب، حتى بدأ باستجواب الجاني الحقيقي. وهذا الأخير أدلى باعترافات كاملة ومخلصة. لقد بدأ حديثه بوصف شامل لحياته الخاطئة، ثم اعترف بجريمته الشنيعة وخوفه الجبان وسكوته المعيب. وأنهى اعترافاته بصرخة تعبر عن أشد عوامل الألم:
- أميتوني أرجوكم. أميتوني لأنني لا أستحق إلا الموت. ومع أن الحقيقة انبلجت لعيني القاضي إلى أن كلمة الأخ الأكبر: «يجب أن أدفع حياتي ثمناً لهذه الجريمة» لم تفقد شيئاً من قيمتها في حيثيات الحكم الذي صدر.
كان هذا صحيحاً أنه أخذ مكان الجاني. وكانت تضحيته بذاته غرامة دفعها للمجتمع. ولكنها أدهشت القاضي حتى راح يتفرس في وجه ذلك الشرير الذي كان موضعاً لهذا الحب العظيم من قبل أخيه. ولكن كان عليه أن يعترف بأن لا حق له في أن يرسله إلى الموت أو إلى السجن. وهكذا حصل الجاني على الحياة وعلى الحرية.
بعد أن أُطلق سراحه، عاد الأخ المفدي إلى بيته، وفي يده الرسالة. كان قلبه منسحقاً تحت ثقل جرائمه. فصرخ إلى الله، رافعاً أوجاع نفسه، مع التوبة الصادقة:
- يا ربُّ، إلهي! صرخ بدموع. لا تتركني أموت في خطاياي. إن واحداً غيري، أخذ القصاص نيابة عني. هبني عونك لكي أكافح ضد الشر. وامنحني أن أكون مستحقاً لارتداء ثياب أخي، الذي ضربته عدالة البشر. ساعدني لكي أحفظ ثيابه من كل تلوث، ومن كل خطية.
منذ تلك البرهة، تغير مجرى حياة هذا الشاب كلياً. وحين حاول عشراء السوء إعادته إلى الحياة الفاسدة، قاوم كل المغريات بحزم. وفي كل مرة دعوه إلى حفلاتهم الماجنة، كان يقول: يستحيل عليّ أن أشارككم شيئاً من هذا، طالما أنا ألبس ثياب أخي. لأن أخي ما كان ليدخل هذه الأمكنة التي ترتادونها!
وشيئاً فشيئاً عزفوا عن محاولاتهم لجذبه مرة أخرى إلى الشر. وليس هذا فقط بل أن قسماً منهم، تأثروا بحياته الجديدة وارتبطوا معه بوشائج (روابط) صداقة أكثر نقاوة، إذ تعلموا أن يحترموا حياة هذا الإنسان الجديد، الذي تكرس كلياً لخدمة الرب. ولم يلبثوا أن رجعوا عن الخطية، لكي يسلكوا في جدة الحياة. والجميل هو أنهم، ضموا جهودهم إلى جهود صديقهم القديم، لكي يصنعوا الخير ويأتوا بثمار جيدة لمجد الله.
وأخيراً جاءت الساعة لالتقاء الأخوين في الملأ الأعلى عند يسوع فادي الجميع. وقد نزل الأصدقاء عند رغبة الأخ الأصغر عند موته فحملوه إلى قبره مرتدياً ثياب ذاك الذي أعطى حياته لأجله.


لقد انتهت أحداث هذه القصة ولكن مغزاها باق. ولا بد أنك فهمت مرماها أيها القارئ العزيز. إنها قصة كل كائن بشري. قصتك أنت مع المسيح، الذي مات لأجلك.
لعلك قرأت الإنجيل، . ولكن ربما إلى الآن اقتصر تأثيره فيك على ملامسة نفسك دون أن يصل إلى الأعماق. اخرج هذه المرة من قوقعة لامبالاتك. وحاول أخيراً أن تتجاوب مع ما عمله يسوع الفادي من أجلك.


فقد أحبك حباً يفوق الإدراك. وهذا الحب لا يُقاس إلا بآلامه من أجلك. لقد أعطى حياته لأجل حياتك. ليس فقط لكي تتحرر من حكم الدينونة الأبدي، بل أيضاً لكي يخلصك من الخطية لتصبح قادراً أن تحيا لمجده.
مات عوضاً عنك لكي تلبس بره. وكمولود ثانية لتصبح بلا لوم طاهراً ابناً لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو تضيء بينهم كنور في العالم متمسكاً بكلمة الحياة.
بماذا تجاوب حباً هذا مقداره، إنك وأنت بعد خاطئ مات لأجلك؟ فليتك لا ترفض العرض المقدم لك اليوم!
التوقيع:

[flash=http://up.ava-takla.com/uploads/files/ava-takla-b558c66a96.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
رد مع اقتباس
قديم 05-27-2010, 04:32 PM   رقم المشاركة : [2]
مراقب عام و مشرفة منتدى الشباب والشبات
الصورة الرمزية jesus's girl
 
افتراضي

مات عوضاً عنك لكي تلبس بره. وكمولود ثانية لتصبح بلا لوم طاهراً ابناً لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو تضيء بينهم كنور في العالم متمسكاً بكلمة الحياة.
بماذا تجاوب حباً هذا مقداره، إنك وأنت بعد خاطئ مات لأجلك؟ فليتك لا ترفض العرض المقدم لك اليوم! موضوع رااااااااائع ياساسو ربنا يعوض تعب محبتك


التوقيع:





jesus's girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-28-2010, 06:01 AM   رقم المشاركة : [3]
مراقب و مشرفة قسم التأملات
الصورة الرمزية sasso
 
افتراضي

مرسى ميرنا لمتابعتك ربنا يباركك



التوقيع:

[flash=http://up.ava-takla.com/uploads/files/ava-takla-b558c66a96.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
sasso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لماذا مات ؟ نصيف خلف قديس منتدى القصص 2 04-07-2012 06:33 PM
شيخ الأزهر يرفض دعوة بابا الفاتيكان لحماية الأقباط ويعتبره تدخلاً المصرى الأصيل منتدى اخبارالعالم المسيحى 0 01-03-2011 07:14 AM
كيف مات توت عنخ امون the black eagle المنتدى الثقافى 8 05-25-2010 07:50 PM
مات الحلم والجرح عاش pishoy المنتدى الادبى 6 12-03-2008 04:14 PM
لمادا مات البحر الميت؟؟؟ pishoy منتدى المواضيع الهامة 8 09-10-2008 08:52 PM


الساعة الآن 02:49 AM


† هدف خدمتنا: "‎ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب‎" مزمور 34 : 8 †
† مبدأ خدمتنا: "ملعون من يعمل عمل الرب برخاء‎" ارميا 48 : 10 †
† شعار خدمتنا: "ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعط مجدا‎" مزمور 115 : 1 †