#1
|
||||
|
||||
نور الظلام
نور الظلام دخلت سريري لأنام و لكني لم أجد سوى الأرق و القلق الفظيع ، إن الامتحانات على الأبواب ، وحتى تكتمل سعادتي بهذه الليلة الجميلة ، فقد سمعت أصوات غريبة خارج حجرتي ، ربما تكون آتية من الشارع أو من أحد الجيران ، كانت أصوات عادية و لكن الظلام الدامس حولي جعلها موسيقي تصويرية لأحد أفلام الرعب من الدرحة الأولى ، فلن أستغرب إذا رأيت ديناصورا تحت المكتب ، أو مؤمياء فرعونية من تحت السرير. مذاكرة و تعب وأرق و امتحانات و ظلام و خوف و صلاة فاترة ، يا لها من ليلة ، لفت إنتباهي صليب صغير معلق على الحائط ، لقد استطعت رؤيته لأنه مصنوع من تلك المادة الفوسفورية اللون المتوهجة في الظلام و فكرت في 3 أمور - ذلك الصليب أمامي دائما ، اليوم مثلا رأيته في الصباح قبل الكلية وفي العصر قبل المذاكرة ولكنه لم يلفت انتباهي قط ، بل اعتدت رؤيته كقطعة من ديكور الغرفة ، لقد شغلني عنه روتين الحياة ، ما هذا ؟ أليست يد الله في حياة كل منا كمثل ذلك الصليب الفوسفوري ؟ لقد اعتدنا على بركات الله و خيراته و على ستره لخطايانا ، فلم نعد نشكره لأننا اعتدنا عليها ، بل نجد بعض الناس يخاصمون الله بحجة إنه لم يعطهم مثل باقي الناس ، ونجد من يتساءل أين وجود الله في حياتي ؟ هل تريد أن تشعر بيد الله ؟ صل قائلا: اختبرني يا الله مز139 : 23 إنك لن تشعر بيد الله إلا في التجربة و الضيق. فمثلا كيف كان سيشعر يوسف الصديق بيد الله لولا إنه مر بسلسلة من التجارب : خيانة اخوته ، بيعه كعبد ، بعده عن أبيه ، تجربته مع زوجة فوطيفار ، إلقاءه في السجن .... لن ترى يد الله وتشعر بها إلا في التجربة كما لم أرى أنا الصليب الفوسفورى إلا في الظلام الحالك. - هل نشع نحن وسط الظلمة باعتبارنا نور العالم ؟ أم نحن مجرد جزء أخر من الظلام ؟ هل من يتعامل معنا يرى فينا نور المسيح ؟ أم يرى ظلمة العالم ؟ هل كل واحد في مدرسته وكليته يضيء و يكون ملح للأرض ؟ هل نقوم بدورنا تجاه العالم كما يخبرنا الوحي المقدس " إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا " 2 كو 5 : 20 ، أنت كمسيحي وسط عالمك الخاص تماما كشمعة أو صليب فوسفوري في وسط الظلمة. - من أين أتى ذلك الصليب الفوسفوري بضوئه هذا ؟ لعله يشع من ذاته أو هو مصدر ذلك النور ؟ لا بل أنا تركته في نور النهار ثم في نور حجرتي الكهربائي أولا ، فلما انقطع التيار، أخرج الصليب شحنة النور التي سبق و اختزنها طوال الوقت ، ألا يحدث نفس هذا الشيء في حياتنا ؟ هل نحن ننير لأننا مصدر هذا الضوء ؟ لا ... إننا ننير وسط الظلمة العالم لأننا قد سبق و امتلأنا من نور المسيح " ومن ملئه نحن جميعا أخذنا " يو 1 : 16 إذا لم نعرض أنفسنا بانتظام لنور الله و نبقى في محضره ، فإن بريقنا يخفت ، ساءلت نفسي " هل يشع في نور المسيح الآن بسبب الوقت الذي أقضيه معه ؟ أم لم يعد الناس يرونني و لست مصدر بركة في حياة أحد بسبب إهمالي بعدم التواجد في محضر الله ؟ هل إهمالي للتناول و تهاوني في الصلاة و عدم حضوري القداسات منذ فترة سببا في انطفاء نور المسيح في ؟ هنا وجدت نفسي أصلي ترنيمة للأطفال كنت أحبها وأنا صغير : " ربي نـــــــــــــــــــور بنــــــــــــــــــــورك في وســــــــــــــــــط الظلمـــــــــــــــة اللي حوالــي " ثم صليت الآن و أنا أعي كل كلمة أقولها " يارب أشكرك من أجل افتقادك لي من أجل تحويلك لهذا الموقف البسيط إلي بركة عظيمة في حياتي ، يارب ساعدني حتى أحصل على شحنة ثانية و ثالثة من قوتك الإلهية حتى يستفيد الآخرون منها ، ويرون نورك و ضياءك في آميـــــــــــــــــــــــن |
06-12-2010, 11:57 PM | رقم المشاركة : [2] | |
امين الخدمة
|
اقتباس:
شكرا ميرنا على القصة الرائعة ربنا يبارك فى خدمتك ويعوضك |
|
|
||
06-13-2010, 01:17 AM | رقم المشاركة : [3] |
مراقب عام و مشرفة منتدى الشباب والشبات
|
شكرا استاذي علي المرور الجميل ربنا يباركك
|
|
|
06-13-2010, 12:27 PM | رقم المشاركة : [4] |
مشرف منتدى الملاك ميخائيل
|
قصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــة تحفة يا ميرنا |
|
|
06-13-2010, 09:33 PM | رقم المشاركة : [5] |
مراقب عام و مشرفة منتدى الشباب والشبات
|
شكرا ميشو لمرورك ربنا يباركك
|
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دائرة الظلام | sallymessiha | منتدى التأملات | 0 | 10-28-2011 12:56 PM |
وفى عتمة الظلام! | evamagdy | منتدى التأملات | 4 | 02-13-2011 05:36 AM |
الثلاث أسئلة التى حيرت الغلام | مارى جرجس صاير عبد الملك | منتدى القصص | 5 | 08-05-2010 04:50 PM |
جلسة صاخبة في جامعة سلطان الظلام | jesus's girl | منتدى قداسة البابا شنودة | 2 | 03-20-2010 05:49 PM |
النوم فى الظلام!؟!؟!؟!؟ | theblackdragon | المنتدى الطبى | 14 | 09-29-2008 07:59 PM |